حیث شعرت بقیمة الزیارة

رواية رجل عراقي عن الأيام التي قضاها مشتاقاً لزيارة الإمام الرضا عليه‌السلام

حیث شعرت بقیمة الزیارة


​​​​​​​وكان لدينا في ذلك الوقت جهاز راديو كنا نجلس عند أقدامه لنستمع إلى لطميات الإمام الرضا عليه‌السلام وتلاواته دون أن يلاحظه أحد. كانت قناة إيرانية تبث مجالس  باللغة العربية. عندما كنا نفتقد هنا، كنا نجلس على نفس القناة. دون أن يعلم أحد. لأنه لو كان هناك من يعرف وأبلغ الحكومة لأعدمونا.
وكذلك الأمر بالنسبة لأيام وليالي التاسع والعاشر من محرم. وفي آخر الليل سهرنا لنجلس على الراديو. هذه كانت الأحداث حتى رحيل صدام.
وعندما رحل صدام لم يكن أمامنا سوى أن نفكر بالقدوم إلى إيران وزيارة الإمام الرضا (ع). لقد جئنا بعد صدام بسنتين.
 أنا وزوجتي واثنين من أطفالنا. ولم يعش والداي لرؤية صدام بعد ذلك. لقد ماتوا قبل رحيل صدام، وبقيت الرغبة في الزيارة في قلوبهم.
بصراحة، لم أكن أعرف ما إذا كان بإمكاني القدوم إلى مشهد أم أن مصيري سيكون مثل مصير والدي.
ولهذا السبب، في هذه الرحلات الخمس التي قمت بها حتى اليوم، كنت أتذكر والدي دائمًا.
وأصلي صلاة الزيارة نيابه عنهم  دائمًا عند وصولي؛ بدلًا من الأشخاص الذين ماتوا شوقًا لهذا المكان.
 في احد الروايات عن الامام صادق عليه السلام في مسئله الحب اباعبدالله، الامام يقول: مَن أرادَ اللّه  بِهِ الخَيرَ قَذَفَ في قَلبِهِ حُبَّ الحُسَينِ عليه السلامو حُبَّ زيارَتِهِ.
حتي المحمد صلوات الله في قصه الحسين يقول:  إِنَّ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي فِي السَّمَاءِ أَكبَرُ مِنْهُ فِي الْأَرْض. 
ذلك الحسين لا ريب فيه، هدى للمتقين، مبين، وتبيان لكل شيء، ويهدي للتي هي أقوم، وهو الفرقان، وهو المهيمن على ما بين يديه، وإذا ذكر الحسين فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون.
 زميد كاظم محسن | 65 سنة من مواليد العراق - مدينة الشامية

برچسب ها :
ارسال دیدگاه